کد مطلب:90669 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:133
فلما رأی أمیر المؤمنین علیه السلام سعة داره قال: مَا كُنْتَ تَصْنَعُ بِسِعَةِ هذِهِ الدَّارِ فِی الدُّنْیَا، وَ[1] أَنْتَ إِلَیْهَا فِی الآخِرَةِ أَحْوَجُ؟. وَ بَلی إِنْ شِئْتَ بَلَغْتَ بِهَا الآخِرَةَ، تَقْری فیهَا الضَّیْفَ، وَ تَصِلُ فیهَا الرَّحِمَ، وَ تُطْلِعُ مِنْهَا الْحُقُوقَ مَطَالِعَهَا، فَإِذَا أَنْتَ قَدْ بَلَغْتَ بِهَا الآخِرَةَ. [صفحه 648] فقال له العلاء: یا أمیر المؤمنین، أشكو إلیك أخی عاصم. فقال علیه السلام: وَ مَا بَالُهُ؟. قال العلاء: لبس العباء، و ترك الملاء، و غمّ أهله، و حزن ولده، و تخلی عن الدنیا. فقال علیه السلام: عَلَیَّ به. فلما جاء و قد ائتزر بعباءة وارتدی بأخری عبس علیه السلام فی وجهه و قال له: یَا عُدَیَّ نَفْسِهِ، لَقَدِ اسْتَهَامَ بِكَ الْخَبیثُ. أَمَا رَحِمْتَ أَهْلَكَ وَ وَلَدَكَ؟. أَلَمْ تَسْمَعْ إِلی قَوْلِهِ تَعَالی: و یُحِلُّ لَهُمُ الطَّیِّبَاتِ[2]. أَتَرَی اللَّهَ أَحَلَّ لَكَ الطَّیِّبَاتِ وَ هُوَ یَكْرَهُ أَنْ تَأْخُذَهَا؟. أَ وَ لَیْسَ اللَّهُ یَقُولُ: وَ الأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ فیهَا فَاكِهَةٌ وَ النَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ[3] ؟. أَوَ مَا سَمِعْتَهُ یَقُولُ: مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیَانِ بَیْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَ یَبْغِیَانِ[4]. ثُمَّ قَالَ: یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجَانُ؟. وَ قَالَ: وَ مِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِیّاً وَ تَسْتَخْرِجُونَ حِلْیَةً تَلْبَسُونَهَا[5] ؟. أَمَا وَ اللَّهِ، [ إِنَّ ] ابْتِذَالَ نِعَمِ اللَّهِ بِالْفِعَالِ أَحَبُّ إِلَیْهِ مِنِ ابْتِذَالِهَا بِالْمَقَالِ. وَ قَدْ سَمِعْتُمُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ: وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ[6]. وَ قَوْلَهُ: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زینَةَ اللَّهِ الَّتی أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَ الطَّیِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ[7]. أَنْتَ أَهْوَنُ عَلَی اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ. إِنَّ اللَّهَ خَاطَبَ الْمُؤْمِنینَ بِمَا خَاطَبَ بِهِ الْمُرْسَلینَ فَقَالَ: یَا أَیُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّیِّبَاتِ [صفحه 649] وَ اعْمَلُوا صَالِحاً إِنّی بِمَا تَعْمَلُونَ عَلیمٌ[8]. وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لِبَعْضِ نِسَائِهِ: مَا لی أَرَاكِ شَعْثَاءَ مَرْهَاءَ سَلْتَاءَ؟. قال عاصم: یا أمیر المؤمنین، هذا أنت فی خشونة ملبسك، و جشوبة مأكلك[9]. فقال علیه السلام: وَیْحَكَ، إِنّی لَسْتُ كَأَنْتَ. إِنَّ اللَّهَ تَعَالی فَرَضَ عَلی أَئِمَّةِ الْعَدْلِ[10] أَنْ یُقَدِّرُوا أَنْفُسَهُمْ بِضَعَفَةِ النَّاسِ، [ وَ ] یَتَأَسَّوْا بِأَضْعَفِ رَعِیَّتِهِمْ حَالاً فِی الأَكْلِ وَ اللِّبَاسِ، وَ لاَ یَتَمَیَّزُوا عَلَیْهِمْ بِشَیْ ءٍ لاَ یَقْدِرُونَ عَلَیْهِ[11]، كَیْلاَ یَتَبَیَّغَ بِالْفَقیرِ فَقْرُهُ، فَیَرْضی عَنِ اللَّهِ تَعَالی بِمَا هُوَ فیهِ، وَ یَرَاهُمُ الْغَنِیُّ فَیَزْدَادَ شُكْراً وَ تَوَاضُعاً. فَلأُعْلَمَنَّ مَا لَبَسْتَ إِلاَّ مِنْ أَحْسَنِ زَیِّ قَوْمِكَ، فَالْعَمَلُ بِالنِّعْمَةِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنَ الْحَدیثِ عَنْهَا[12].
و قد دخل علیه بالبصرة، یعوده
صفحه 648، 649.