کد مطلب:90669 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:133

کلام له علیه السلام (119)-للعلاء بن زیاد الحارثی و هو من أصح















و قد دخل علیه بالبصرة، یعوده

فلما رأی أمیر المؤمنین علیه السلام سعة داره قال:

مَا كُنْتَ تَصْنَعُ بِسِعَةِ هذِهِ الدَّارِ فِی الدُّنْیَا، وَ[1] أَنْتَ إِلَیْهَا فِی الآخِرَةِ أَحْوَجُ؟.

وَ بَلی إِنْ شِئْتَ بَلَغْتَ بِهَا الآخِرَةَ، تَقْری فیهَا الضَّیْفَ، وَ تَصِلُ فیهَا الرَّحِمَ، وَ تُطْلِعُ مِنْهَا الْحُقُوقَ مَطَالِعَهَا، فَإِذَا أَنْتَ قَدْ بَلَغْتَ بِهَا الآخِرَةَ.

[صفحه 648]

فقال له العلاء: یا أمیر المؤمنین، أشكو إلیك أخی عاصم.

فقال علیه السلام:

وَ مَا بَالُهُ؟.

قال العلاء: لبس العباء، و ترك الملاء، و غمّ أهله، و حزن ولده، و تخلی عن الدنیا.

فقال علیه السلام:

عَلَیَّ به.

فلما جاء و قد ائتزر بعباءة وارتدی بأخری عبس علیه السلام فی وجهه و قال له:

یَا عُدَیَّ نَفْسِهِ، لَقَدِ اسْتَهَامَ بِكَ الْخَبیثُ.

أَمَا رَحِمْتَ أَهْلَكَ وَ وَلَدَكَ؟.

أَلَمْ تَسْمَعْ إِلی قَوْلِهِ تَعَالی: و یُحِلُّ لَهُمُ الطَّیِّبَاتِ[2].

أَتَرَی اللَّهَ أَحَلَّ لَكَ الطَّیِّبَاتِ وَ هُوَ یَكْرَهُ أَنْ تَأْخُذَهَا؟.

أَ وَ لَیْسَ اللَّهُ یَقُولُ: وَ الأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ فیهَا فَاكِهَةٌ وَ النَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ[3] ؟.

أَوَ مَا سَمِعْتَهُ یَقُولُ: مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیَانِ بَیْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَ یَبْغِیَانِ[4]. ثُمَّ قَالَ: یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجَانُ؟.

وَ قَالَ: وَ مِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِیّاً وَ تَسْتَخْرِجُونَ حِلْیَةً تَلْبَسُونَهَا[5] ؟.

أَمَا وَ اللَّهِ، [ إِنَّ ] ابْتِذَالَ نِعَمِ اللَّهِ بِالْفِعَالِ أَحَبُّ إِلَیْهِ مِنِ ابْتِذَالِهَا بِالْمَقَالِ.

وَ قَدْ سَمِعْتُمُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ: وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ[6].

وَ قَوْلَهُ: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زینَةَ اللَّهِ الَّتی أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَ الطَّیِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ[7].

أَنْتَ أَهْوَنُ عَلَی اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ.

إِنَّ اللَّهَ خَاطَبَ الْمُؤْمِنینَ بِمَا خَاطَبَ بِهِ الْمُرْسَلینَ فَقَالَ: یَا أَیُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّیِّبَاتِ

[صفحه 649]

وَ اعْمَلُوا صَالِحاً إِنّی بِمَا تَعْمَلُونَ عَلیمٌ[8].

وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لِبَعْضِ نِسَائِهِ: مَا لی أَرَاكِ شَعْثَاءَ مَرْهَاءَ سَلْتَاءَ؟.

قال عاصم: یا أمیر المؤمنین، هذا أنت فی خشونة ملبسك، و جشوبة مأكلك[9].

فقال علیه السلام:

وَیْحَكَ، إِنّی لَسْتُ كَأَنْتَ.

إِنَّ اللَّهَ تَعَالی فَرَضَ عَلی أَئِمَّةِ الْعَدْلِ[10] أَنْ یُقَدِّرُوا أَنْفُسَهُمْ بِضَعَفَةِ النَّاسِ، [ وَ ] یَتَأَسَّوْا بِأَضْعَفِ رَعِیَّتِهِمْ حَالاً فِی الأَكْلِ وَ اللِّبَاسِ، وَ لاَ یَتَمَیَّزُوا عَلَیْهِمْ بِشَیْ ءٍ لاَ یَقْدِرُونَ عَلَیْهِ[11]، كَیْلاَ یَتَبَیَّغَ بِالْفَقیرِ فَقْرُهُ، فَیَرْضی عَنِ اللَّهِ تَعَالی بِمَا هُوَ فیهِ، وَ یَرَاهُمُ الْغَنِیُّ فَیَزْدَادَ شُكْراً وَ تَوَاضُعاً.

فَلأُعْلَمَنَّ مَا لَبَسْتَ إِلاَّ مِنْ أَحْسَنِ زَیِّ قَوْمِكَ، فَالْعَمَلُ بِالنِّعْمَةِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنَ الْحَدیثِ عَنْهَا[12].


صفحه 648، 649.








    1. أما. ورد فی نسخة الجیلانی. و نسخة العطاردی ص 243.
    2. الأعراف، 157. و وردت الفقرة فی تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزی ص 106.
    3. الرحمن، 9، 10.
    4. الرحمن، 18 و 21.
    5. فاطر، 12.
    6. الضحی، 10.
    7. الأعراف، 32.
    8. المؤمنون، 51.
    9. تزینت بزینتك، و لبست لباسك. ورد فی الاختصاص للمفید ص 152. و وردت الفقرات فی المصدر السابق. و العقد الفرید ج 7 ص 250. و تذكرة الخواص ص 106. و البحار ج 41 ص 124. و منهاج البراعة ج 13 ص 131. و نهج السعادة ج 1 ص 356. باختلاف.
    10. الحقّ. ورد فی هامش نسخة ابن المؤدب ص 207. ون الآملی ص 181. ون الأسترابادی ص 338. ون العطاردی ص 244.
    11. ورد فی تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزی ص 106. و نهج السعادة للمحمودی ج 1 ص 618.
    12. ورد فی العقد الفرید ج 2 ص 214 و ج 7 ص 250. و الاختصاص ص 152. و تذكرة الخواص ص 106. و نهج السعادة ج 1 ص 618. باختلاف بین المصادر.